منام علي رضي الله عنه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه الايام تمر علينا ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة ، وفيها من الاحداث والمعاني والعبر الشيء الكثير ، لكن الشيعة تركت كل هذه الامور وركزت على قضيتين .

الاولى : هجرة الصديق مع النبي .
والثانية : مبيت علي في فراش النبي .

فالقضية الاولى - قضية الهجرة - التي وثقها الله في كتابه العزيز ومدح فيها الصديق ، فقال : (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) (التوبة:40) .
اما علماء الشيعة فانهم تفننوا في الانكار لاثبات أي فضيلة للصديق في هذه الاية بل تحولت الى طعن وكفر بحقه ، وهذا امر مشهور وثابت .



صاحب الغار ابو بكر ام رجل اخر؟

وبالرغم من اتفاق جميع اهل العلم على صحبة ابي بكر للنبي في الهجرة نجد بعض الاصوات النشاز قد ظهرت مؤخراً على الساحة الشيعية وهي تنكر صحبة ابي بكر للنبي في الهجرة ، كما فعل (نجاح الطائي ) في كتابه ( صاحب الغار ابو بكر ام رجل اخر؟ ) .
ولنا مع هذا الدعي وقفات كثيره في كتاب سيصدر قريباً ان شاء الله .

اما القضية الثانية :


مبيت علي رضي الله عنه في فراش النبي

لما عجز علماء الشيعة عن انكار كون الصاحب ابا بكر خشية الوقوع في دائرة انكار( ما علم من الدين بالضرورة ) مالوا الى التزييف والكذب! وتسلوا بمنقبة النوم على الفراش ! ولو كان الامر بالعكس لقالوا انظروا اين النوم في الفراش من الصحبة المسهدة في الغار .

فعملوا من مبيت علي رضي الله عنه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة ما بعدها فضيلة ، وانتقصوا من فضيلة الهجرة ، هذه الحادثة التي وثقها الله في كتابه والتي صارت قراناً يتلى الى يوم القيامة ، مع العلم ان الله لم يوثق مبيت علي في فراشه .
فكتبوا عن هذا المبيت الكتب والمقالات ، ولولاه لما كان هناك دين ، ولا كان هناك اسلام ولا مسلمون .

قال مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من السيرة:
ان مبيت علي في فراش النبي قد ضيع الفرصة على قريش وافشل ما كانت دبرته في النبي وكان ايضاً سببا لتمكين الدين واعلاء كلمة الحق.
[ الصحيح من السيرة / مرتضى العاملي ج4 ص 18 ]

اقول :
لا اجد ان مبيت علي في فراش النبي صلى الله عليه وسلم قد ضيع الفرصة على قريش، ولا اجد فيه أي نصر للاسلام ، ولا فيه شيء من التمكين واعلاء كلمة الحق، فان مبيت علي لم يغير شيء من عزيمة قريش ولم يمنعهم من الاصرار على قتله ومتابعته .
فانهم ذهبوا الى بيت النبي فوجدوا علياً نائماً في فراش النبي فان كان علي نائماً في فراشه ، او كان فراشه خالياً ، او كان في فراشه عمر او خديجة او ابو طالب او أي شخص اخر فلا تغيير في الامر فان قريش قد شدت العزم للذهاب الى بيت النبي لقتله لاعتقادها بوجوده في البيت، فذهبت الى بيته فوجدت علياً ولم تجد النبي فانطلقت مرة اخرى للبحث عنه، فمجيئهم للبيت هو تحصيل حاصل ان كان البيت فارغاً او كان فيه احد.
وان سال سائل كيف يكون مبيت علي نصراً للاسلام وفيه تضييع الفرصة على قريش ، فلا يمكن تصور ذلك الا في حالتين:


الاولى :
ان يكون علي رضي الله عنه قد قاتل قريشاً وقتلهم ومنعهم من الذهاب وراء النبي وهذا لم يحصل مع العلم انه الصنديد الشجاع وداحي باب خيبر، ولم يحاول ذلك حتى لمجرد تاخيرهم من الذهاب وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، وانما تركهم يذهبون من حيث اتوا.

على العكس من ذلك فان روايات الشيعة تقول ان قريشاً هم من ضرب علياً .

قال الكاشاني في تفسيره :
فلما أصبحت قريش وثبوا إلى الحجرة وقصدوا الفراش فوثب علي في وجوههم فقال : ما شأنكم ، قالوا له : أين محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : جعلتموني عليه رقيبا ؟ ألستم قلتم نخرجه من بلادنا فقد خرج عنكم ، فأقبلوا يضربونه ، ويقولون أنت تخدعنا منذ الليلة، فتفرقوا في الجبال.
[ تفسير الصافي / الفيض الكاشاني ج2 ص296]



لماذا كل هذا الانتقاص من علي

اقول :
لا ادري لماذا يجعل الشيعة (الفرس) من علي رضي الله عنه رجلاً ضعيفاً متضعفاً مستضعفاً ، يضرب ولا يضرب ، تغتصب حقوقه ولا يستطيع استرجاعها، يجر والحبل في رقبته ، وتهان زوجته ويكسر ضلعها في حضرته ، ويغتصب فرج ابنته ولا يثور ولا يستثار، فما هذه الصورة الهزلية لذلك الرجل العظيم ؟!

الثانية :
لو قام المشركون بقتل علي رضي الله عنه اعتقاداً منهم انه النبي واطمئنوا على قتله وذهبوا الى ديارهم معتقدين انهم قتلوا النبي صلى الله عليه وسلم فتركوا مطاردة النبي، فبذلك يكون علي قد فدى النبيصلى الله عليه وسلم وحفظه من المشركين فبذلك يكون علي قد ادى خدمة كبيرة للاسلام ولكن كل هذا لم يحصل .

فاني لا اجد أي نفع في مبيت علي في فراش النبي ، ولا اعتقد اصلاً ان النبي قد وضعه ليبيت في فراشه كخطة منه صلى الله عليه وسلم لكي يحمي نفسه بها ، وانما مبيته كان من اجل رد الامانات ليس الا.

لان علياً رضي الله عنه كان يعيش في بيت النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفترة من حياته - النبي من قام بتربيته - فهو اعلم الجميع باصحاب هذه الامانات .

جزاك الله خيرا

تسلم اخوي

على المرور


الحلووووه

تحياتي